responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 227
ويغذى النفوس، ويصلح الأرواح، أما الميدان والقتال والكرّ والفرّ فهناك آخرون يجب عليهم أن يقوموا بنصيبهم فيه.

[التطلع للتحرر]
ونبىّ بنى إسرائيل عليه السلام وهو (شمويل) أو (شمعون) على الخلاف فى اسمه أيّا كان، فإنّما يريد القرآن أن يعرض علينا الصورة من حيث هى، بعيدة عن الأشخاص والأزمان، لتكون نموذجا يطبق على العصور وينتظم جميع الأمم.
هذا النبى يعلم نزوات النفوس، ويعلم البعد الشاسع بين الكلام والتنفيذ، ويعلم سعة الهوة بين القول والعمل، ويعتقد أن الحماس الوقتى شىء؛ والإيمان الثابت القوى شىء آخر، وكثير من الناس يتحمّسون فى الرخاء ويهربون فى العناء، فأراد أن يستوثق منهم، ويستثير عزيمتهم فقال: (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟!).
وذكروا فى حماس وحدة ذلك السبب الذى أهاج نفوسهم وأثار حماستهم، وهو تخليص الوطن والأبناء.
ثم يذكر الله تبارك وتعالى صدق فراسة ذلك النبى الكريم، وكيف أنهم حين جدّ الجد، وكتب عليهم القتال تولّوا إلا قليلا منهم، ووصف الحق تبارك وتعالى هؤلاء الفارين بأنهم ظلموا أنفسهم، وهو عليم بهذا الظلم فلا يدعه لهم، وسيؤاخذهم عليه أشد المؤاخذة.
ألا فليستوثق المجاهدون وليعلموا أن الجهاد جهد وعناء، فهل هم مستعدّون؟

[البحث عن قائد]
قضى الأمر، ودوّى النفير، ونادى منادى الجهاد، وبقى الزعيم. والزعيم والزعامة صخرة تتحطم أمامها الجماعات، وتحيا عندها المطامع، وتتمرد لها النفوس، وتدب عقارب الغايات والأغراض، فمن يا ترى سيكون زعيم الجماعة المجاهدة فى سبيل الوطن المغصوب؟

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست